بين الامس واليوم: البابا يصعد جلجلة لبنان (جزء٣)
ينتظر اللبنانيون بفارغ الصبر زيارة الحبر الاعظم البابا لاوون الرابع عشر يوم الاحد المقبل والتي تستمر ثلاثة أيام.
ومن ارشيف الزيارات البابوية الى لبنان اخترنا في هذا الجزء ما كتبته صحيفة "النهار" عن زيارة البابا القديس يوحنا بولس الثاني في عددها الصادر بتاريخ 10 أيار 1997.
جاء في افتتاحية" النهار": اخيراً يطأ اليوم البابا يوحنا بولس الثاني ارض لبنان بعد طول تشوق وقد حيل بينه وبين تحقيق هذه الزيارة الى "البلد الاحب" بضع سنين حتى بات لبنان البلد الوحيد الممنوعة "رؤيته"، كما كان ممنوعا على كل اصدقائه انقاذه ونجدته.
ومع بدء طواف البابا بجلجلة لبنان - وهو الطواف الذي ما توقف معنويا وعاطفيا وبالصلاة وبالاهتمام السياسي منذ مجيء يوحنا بولس الثاني الى السدة البابوية عام ۱۹۷۸ - تبلغ احلام اللبنانيين ذروتها. فهم علقوا ويعلقون اضخم الامال على هذه البادرة التاريخية، بعدما يئسوا من سياسات الدول، ويلتقي في عقد الامال هذه المسيحيون والمسلمون على حد سواء، بعدما اضحى رأس الكنيسة الكاثوليكية في نظرهم الصديق الحامي والحاضن للبنان التعايش والتآخي، وقد قال فيه كلمته الشهيرة "لبنان أكثر من بلد: انه رسالة".
ماذا ستحمل الزيارة للوطن الصغير؟ لا يمكن من الان رؤية نتائجها، لا المباشرة ولا، خصوصا غير المباشرة. ولكن ما يجمع عليه المراقبون هو ان "بابا التغيير" لم يطأ ارضا الا زرع فيها تحولا نحو ما يريده شعبها، ولو سدل عليها ستار الحديد والارهاب على ان المهم، كما قال احد المسؤولين السابقين الكبار، ان يتنبه اللبنانيون الى تفويت الفرصة بعد الزيارة على محاولات اجهاض نتائجها. اذن من المتوقع ان يصل البابا إلى مطار بيروت الثانية عشرة والربع ظهر اليوم حيث سيقام له استقبال رسمي. وستقدم اليه فور نزوله من الطائرة صفيحة تحوي ترابا جمع من المحافظات اللبنانية الخمس رمزا لوحدة لبنان وسيقبل البابا التراب عوض تقبيل ارض المطار على غرار ما كان يفعل سابقا في رحلاته اذ لم يعد وضعه الصحي يسمح له بالجثو على الأرض وقد قبل في ساراييفو صفيحة تراب بعد ذلك يستقبله رئيس الجمهورية الياس المراوي والبطريرك بطرس صفير والسفير البابوي بابلو الماروني الكاردينال مار نصر الله بوانتي ثم رئيسا مجلس النواب ومجلس الوزراء نبيه بري ورفيق الحريري. وبعد مراسم الاستقبال التي تقام عادة لرؤساء الدول، يصافح البابا تحو سبعين شخصا من مستقبليه الذين سيكون بينهم رؤساء الطوائف. ثم ينتقل في السيارة البابوية الزجاجية، والى جانبه البطريرك صغير، إلى قصر بعبدا.